جورج الهاني
وقع منتخب لبنان
لكرة القدم ضحية الحرب الدائرة في البلاد حالياً بعدما إعتذر إتحاد اللعبة عن
المشاركة في الدورة الدولية الثلاثية الوديّة التي أقيمت مؤخراً
في فييتنام الى جانب منتخبَي الهند والدولة المضيفة، علماً أنّ الاتحاد كان أنهى كافة
الترتيبات اللازمة لسفر المنتخب الى العاصمة هانوي للمشاركة في هذه الدورة التي
كانت تُعدّ محطة رئيسية في إطار تحضيراته لاستكمال التصفيات المؤهلة الى نهائيات
كأس آسيا ٢٠٢٧ في شهر آذار المقبل.
وكان منتخب الأرز يمنّي النفس بتحقيق نتائج إيجابية في المباريات الوديّة
المقبلة المدرجة ضمن برنامجه الإعداديّ بقيادة المدير الفني المونتينغري ميودراغ
رادولوفيتش من أجل تحسين مركزه على لائحة تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا)، الأمر
الذي سينعكس إيجاباً على تصنيفه في القرعة الآسيوية المرتقبة في نهاية العام الجاري،
مع الإشارة الى أنّ المنتخب اللبناني تراجع راهناً الى المركز الـ111 عالمياً
بعدما كان وصل الى المرتبة 77 في أيلول 2018، ويعود السبب في هذا التقهقر الى
النتائج المخيّبة التي حققها أولاً في كأس آسيا التي إستضافتها قطر في شهر كانون
الثاني الفائت عندما خرج من دور المجموعات بحلوله في المركز الأخير في مجموعته
برصيد نقطة واحدة، ثمّ توديعه التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2026، لتنحصر
مهمّته حالياً في حجز مقعد له في كأس الأمم الآسيوية بنسختها الـ19 التي ستحتضنها
السعودية في شتاء العام 2027.
وكان الإعتذار عن المشاركة في دورة فييتنام منطقياً ومبرّراً بعدما توقّفت
عجلة الدوري اللبناني عن الدوران قسراً مع إنتهاء المرحلة الأولى من الموسم الحالي
بسبب تطوّر الأحداث العسكرية والأمنية في لبنان، وتالياً إبتعاد اللاعبين الدوليين
عن التمارين والمباريات بإنتظار إستقرار الأوضاع وعودة الحياة الى طبيعتها، مع
العلم أنّ الوقفة الدولية المقبلة لمنتخب الأرز ستكون في شهر تشرين الثاني المقبل،
حيث كان الاتحاد اللبناني قد اتفق مع منتخبَي تايلاند وميانمار على خوض مباراتين
ودّيتين مع كلّ منهما في ١٤ و١٩ منه على التوالي.
هذا ويتخوّف مراقبون من أن تنسحب خطوة منتخب كرة القدم على باقي المنتخبات
الوطنية في كافة الألعاب، والتي تنتظرها إستحقاقات خارجية، في حال لم يعمّ الأمن
والهدوء الربوع اللبنانية في المستقبل القريب، الأمر الذي سيودي بمصير الإتحادات
والأندية واللاعبين الى المجهول.